⛔ في الأيام الأخيرة، أداة جوجل للذكاء الصناعي Gemini تعرضت لعثرة كبيرة دافعة إياها لسحب الجزئية المثيرة للجدل، وصارت جوجل نفسها تحت وابل نيران الشامتين والمراقبين.

⬅️⬅️⬅️ التفاصيل:
✅ بين ليلة وضحاها، وجدت جوجل نفسها في منتصف أزمة حقيقية، والتهمة الأهم هو مدى مصداقية أداتها للذكاء الصناعي Gemini. الأداة كانت رد جوجل على ChatGPT والثورة التي أحدثها عالميا؛ فهي تجيب على الأسئلة، إما نصوصا كتابية أو صورا.

✅ بداية الأزمة كانت حين سأل مستخدم الأداة عن الآباء المؤسسين أو Founding Fathers لأمريكا. الأداة أجابت بشكل غير دقيق وضمنت رجلا أسود البشرة، مع أن الآباء جميعهم بيض البشرة وأشهرهم كان جورج واشنطن. مستخدم آخر سأل الأداة عن جنود ألمان في الحرب العالمية الثانية، والأداة ضمنت أيضا رجلا أسود البشرة وإمرأة آسيوية!

✅ اعتذرت جوجل، وعلقت الأداة مؤقتا. لم تتوقف القصة هنا، وتهافت القوم على نشر إجابات أداة جوجل غير الدقيقة أو تلك التي لا تماهي المزاج الأمريكي أو الرسالة الإعلامية المنتشرة. إيلون ماسك، هو الآخر، انتقد جوجل مبديا خوفه من سلامة منتجاتها الأخرى من مبدأ إن كان ذلك حال Gemini، فما حال غيرها؟!

✅ في مذكرة داخلية لجوجل، اعترف رئيسها التنفيذي أن إجابات Gemini ليست دقيقة وغير مقبولة، وفريق التقنيين في جوجل يعكف على حلها.

✅ تفسير ما حدث مع جوجل قد يندرج تحت واحد من الأبواب التالية:

1️⃣ حجم البيانات الضخمة التي تدربت الأداة عليها، وهي تحتوي بطبيعة الحال على شتى أنواع الانحيازات والبيانات. فمثلا البحث عن ذوي المناصب العليا عادة ما يظهر صورا لشخصيات بيض البشرة.

2️⃣ جوجل تعرضت سابقا لموجة من اتهامات التحيز العنصري، ويبدو أن هذا الإرث أرهق كاهلها. تدخل مبرمجوها ومهندسوها ليجبروا الأداة على الإجابة بإجابات بعيدة عن العنصرية. أرادوا حل مشكلة، وخلقوا مشكلة أخرى. بذلوا جهدا لتكون الإجابات غير عنصرية حتى جانبها الصواب.

3️⃣ ضغط المنافسة وبعد كل الهالة التي أتى بها ChatGPT. جوجل ابتغت الرد سريعا، إلا أن الرد لم يكن محكما بالعلامة الكاملة، مع إخفاقات ملحوظة.

✅ جوجل أطلقت قبل شهور أداة Bard، وفي حدث إطلاقها خلال العرض التقديمي، كان هناك إجابة خاطئة. التقطها المراقبون، ولم يرحموا جوجل. غيرت اسم الأداة لاحقا إلى Gemini، ولعلها خطوة للتخلص من عثرة Bard الأولى ثقيلة الظل.

✅ من الانتقادات المتزايدة لجوجل أن عثرات Gemini تشير إلى خلل في ثقافتها المؤسسية. فاجتهادها المبالغ به في إخفاء التمييز العنصري قد يدل على ما هو أكبر يجري داخل أسوارها. فلو كان الأمر طبيعيا، لما تصرفوا على هذا النحو.

✅ بل وأكثر، جوجل تملك المحرك البحثي الأكثر شهرة عالميا. وما يقلق أن يكون هذا سلوكها المعتاد. الجدال تعدى سلامة إجابات الأداة إلى مدى تحكم جوجل في تدفق المعلومات، وهذا ينسحب إلى دورها في تشكيل الوعي العالمي أو المجتمعي في نهاية المطاف.

🔶 جوجل تملك أدوات النجاح في مضمار الذكاء الصناعي. فهي لها إسهاماتها في رقائق الذكاء الصناعي، ولها خدماتها السحابية، عدا عن امتلاكها كم معلومات هائل قد يتجاوز كثيرا من المنافسين، وقدرتها على استقطاب الكفاءات، وكم ضخم من الخبرات السابقة والسمعة العالمية. ومع ذلك، عثراتها في الذكاء الصناعي جاءت عكس التوقعات. ولا نستطيع أن نهمل دور المنافسين في تثبيط مساعيها، لأنها إن نجحت قد تسحب البساط من تحت أقدامهم. وحتى ذلك الحين، جوجل ما زالت تتلمس موضعها في عالم واعد اسمه الذكاء الصناعي.

من باحمو إسماعيل بن رابح

باحمو إسماعيل أستاذ وريادي أعمال مدون تقني أهتم بالتكنولجيات التقنية والمالية وريادة الأعمال والإبتكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *